الأربعاء، 27 مايو 2009

جرعة من جرعات ( مكتبة ولياب)

الى نساء كجبارسنحكى لكن قصه نبره النوبية فمن بينكن امهات ثكلى و اخريات ينتظرن دورهن , و كل شي ممكن فى مجتمع حكموا عليه بالخوف و الرعب .نبره النوبية بطلة مسرحية ألفها الأستاذ كمال عبد الحليم و هو من المهجرين في حلفا الجديدة. التقط لها صور من وقائع الفجيعة , قاومت قوات حكومة عبود و المتخاذلين أنصار العمدة و لكنها لم تجد من يدفع مهرها . و لكن حتما بينكم في كجبار من يستطيع ان يدفع طالما بدأت المعركة بأمثال : فقيرى الصغير و عبد المعز و شيخ الدين !! .عندما هل عام 1960م كانت قد أبرمت اتفاقية مياه النيل بين مصر و السودان , و طبقا لبنود هذه الاتفاقية أعلن رسميا تهجير مدينة وادي حلفا الضخمة الفخمة و معها ( 27 ) قرية في مدة أقصاها أربع سنوات !! .الشد و الجذب استمر لأكثر من ست سنوات بين الحكومة الديمقراطية و السلطات المصرية و لم يفلح المصريون على الاختراق إلا بعد انقلاب حكومة عبود العسكرية عام 1959م .في هذه الأثناء كان النوبيون يغطون في نوم عميق و الزعماء المستنيرين منهم كانوا بين : عدم المسؤولية و الانبهار بحضارة التنمية و العمالة .كان فضلون خطيب نبره النوبية من بين مثقفي الطبقات الوسطى , لم يهتم كثيرا بما سيحل بأهله و ظل منغمسا في ملذات الخرطوم . إلا أنه استيقظ أخيرا من كثرة رسائل نبره من البلد و التي كانت تحضه للمقاومة !. استيقظ لمصير قومه و لكن بعد أن وقع ( الفأس في الرأس ) و بدأ يحاكم نفسه معترفا بمأساة أهله و قد كانت بالفعل مأساة النوبيون جميعهم من حلفا إلى الغدار و لا سيّما أولئك الذين أخرجوهم كالخراف بعد أن بيعت حلفا بأبخس الأثمان .فضلون خطيب نبره البطلة يخاطب نفسه :
حايم وحدك في طرقات الخرطوممن قهوة لبارتسكر وحدكتبكى وحدكده مصيرك يا ترهاقا القرن العشرينتلعن في الزمن الغدار هكذا كان أمر فضلون ( الزوج ) الخائب . أما خطيبته نبره , فقد كانت آية في الحفاظ على التراث و سيده للمقاومة :
صرخت في وش الناس ( ليه ما نكتب بالنوبية ) قاومت قوات الحكومة الذين كانوا يطرقون بابها بسبب و بغير سبب , قاومت العمدة العميل حاججت افتدى التعويضات .سألها افتدى التعويضات , إن كانت تريد التعويض ( نقدي أم عيني ) ... و العمدة يحاول أن يرشيها لتقبل تقول نبره :
لا يا عمـــــده الرأى رأى الناس كلها ناوين نغرق هنا يا عمده يا ناس يا هوى ما تسمعوا وسواس العمدهوســواس ... خنـاس هكذا ظلت نبره تقاوم الإهانة و الإغراء , و قد كانت بالفعل مشروعا جيدا لام شهيد , و رغم أنها تركت من ورائها معاني التضحية و الارتباط بالأرض إلا أن قوة السلاح والتخاذل هزمتها و لم تجد رجلا يدفع مهرها . و فضلون تركها في البلد .هذه العذراء النوبية أو الكيان الذي حمل أنقى ينابيع الجمال النوبي أصبحت ( ملطشه ) لان فارسها لم يستطع أن يدفع مهرها :
إتلمو الناس عشاق و مراكبيهراجين في المشرع مسكاقرو من نبره و نرتاح وهكذا ضاعت حلفا و لكنكم يا أهل كجبار بدأتم بشهداء أربعه .....
المجد والخلود لشهداء كجبار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق